التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

مشاركة مميزة

من بوذا إلى الله : رحلة بوذي صيني إلى الإسلام

آخر المشاركات

رسالة أميرة بنت حمد من داخل السجون المصرية : تحذر العالم من أخطر عملية س...

العقد الغامض بين الإنسان والشيطان وعلاقة ليلى عبد اللطيف وأحمد عمارة وال...

أين المسيح

وإن كان صُلِب.. فأين الأثر؟ وَإِنْ كانَ صلَبٌ فَأَيْنَ الأثَرُ أَذاقُوهُ مَرَّ العَذَابَ المُررَّ وَقالُوا فِدَاءً لِأَهْلِ البَشَرِ فَقُلتُ وَمَاذَا جَنَى مِنْ صَلَبهٍ  إِذَا الشَّرُّ فِي الأرْضِ لَمْ يَندَثِرْ؟ وَقالُوا بِمَوْتِهِ جَاءَ نُورًا فَأَيْنَ النَّعِيمُ وَأَيْنَ دَلِيلُ القَمَرِ؟ هُنَا فِي الحُرُوبِ دُمُوعُ الصِّغَارِ وَهُنَاكَ غَزَّةُ أَشْلَاءٌ تَحْتَ الحُفَرِ فَإِنْ كَانَ حَقًّا إِلٰهٌ كَرِيمٌ أَيَغْفِرُ رَبٌّ بِذَبْحِ ابْنِهِ؟ وَهُوَ الغَنِيُّ عَنِ البَشَرِ يَعْفُو بِحُزْنٍ عَلَى صَالِبِيهِ وَيَتْرُكُ مَنْ لَا ذَنْبَ يَعْتَصِرُ فَمَنْ يَكْفُرُ عَنْ مُدُنٍ قَدْ فَنَتْ وَصَارَتْ رَمَادًا بِلَا مُنْتَظَرِ أَهٰذَا هُوَ الحُبُّ؟ أَهٰذَا السَّلَامُ؟ صَلِيبٌ وَمَوْتٌ وَجُرْحٌ كَبُرَ أَهٰذَا إِلٰهُ السَّمَاءِ الحَنُونُ؟ أَمِ العَقْلُ ضَلَّ، وَضَلَّ البَصَرُ؟ أَنَا لَا أُرِيدُ فِدَاءً بِدَمٍ وَلَا أَنْ يُذَلَّ نَبِيٌّ وُقِرَ أَنَا أُؤْمِنُ أَنَّ الإِلٰهَ رَحِيمٌ إِذَا شَاءَ غَفَرَ بِلَا مُفْتَكِرِ فَلَا حَاجَةَ لِلصَّلْبِ كَيْ تُمْحَى الذُّنُوبُ وَيَرْضَى القَدَرُ أَنَا أَطْل...
 أَوَ تَحسَبَنَّ نفسَكَ قادرًا؟   قد طغى في الأرضِ أمواتٌ! سُقْمُ الضريحِ لِمَن قُضي،   أمرُهُ خيرًا، نَعيمًا، فالملذّاتِ. فإنَّ الطهرَ لدى الرجالِ مهابةٌ،   لها فِعلٌ، كما الطوفانُ،   يَلوذُ بهِ من فقرتْ يداهُ. إذْ تَعوي الذئابُ على قممِ الجبال،   فما يضيقُ صدري سوءُ مكرِهِمها،   أن لا يُعرَفَ لنا أنسابٌ. فـ"اللاتُ" و"العُزّى" لسنَ بناتَ الله،   و"مناةُ" لا تُقدّرُ الأقدارَ. قد عاد الزمانُ بظهرِه،   وتخاذلَ العربانُ،   أخذوا آلهةً ليس لها أنصابٌ،   آلهةً من هوى،   تَخدِشُ حياةَ الكونِ مفاتِنَها. فعذرًا يا رسولَ الله،   فليسَ لنا هاهُنا أسبابٌ. نحنُ غُثاءُ السّيلِ العَرِم،   نُصبِحُ ونُمسي... هباءً.
  ما بيني وبيني... إلا طريقٌ أسميتُه الآمال. أيّتها الدنيا، ما دعوتُكِ للعشاءِ... لتقتليني! فعندما يمرُّ عليكِ الليلُ، أعيديني... بأن أستيقظ. وأستعدَّ للرحيل، ها أنا أبحرتُ بسُفُني... جميعُها. وكلُّ ما أذكره في تلك الدُّنا: صفوةُ وجهكِ الملائكي، وعذوبةُ القلب، وسماؤكِ الممتدةُ، زوارقُها من شرقٍ إلى غرب. أسألكِ اليوم، حبيبتي: ماذا بنفسي فعلتِ؟ اليوم، أيقنتُ: أنني وحدي... مَن فَقَد. أناملي الخجل، إذْ بذاك الهاتفِ المُتهالكِ القديم، يأتيني بأسماءٍ... أنا لم أذكرها بعدُ بموعِدي. فخُذي... مُدُني وسمائي، يا منيةَ النفس... وأترُكيني.
  عجبا عجبًا لصديقٍ يخبرني... أصبح يتسلل أفكاري، ينسخُها، يمنحُها القوّة، ويحاربُ فيها القدر. والحلمُ الصامدُ... يحتضر. سكبتُ الشاي على الأوراق، أسقطتُ جميعَ الأسدالِ بالأفق، وزرعتُ الحزنَ بوجداني، فحصدتُه، ونزل سريعًا بالأسواق. فخسرتُ مبادئَ أخلاقي، بدّلتُ جميعَ الأوراق، أصبحتُ أبيعُ الخمرَ بكلماتي، فأسكرتُ جميعَ العشّاق. ورسمتُ الأحلامَ بخارطةٍ معوجّة، لتناسبَ كلَّ الأقدار... تتلون كالحرباءِ، تتلثّمُ حينَ يأتيها غازٍ، تتربّصُ دومًا بالأعداء. والزهرُ الساكنُ في صمتي، بدّلَ كسوتَهُ أشواك... فأنا لا أنعمُ بالجنة، ولستُ بمبعوثِ سماء، فأنا في الدنيا دوّارٌ، كالرَّحى الصّمّاء. مكتوبٌ أن أبقى دومًا، كربيعٍ ورديِّ المظهر، في فصلٍ... شتاء.                                  تحياتى / علاء المصرى